menu
المفكرة الثقافية لـ - November 2024
|
|
حول سيارات السفارة إلى ليموزين ...الشميري سفير يتنطط مثل الــ
بقلم: محمد الخامري
محمد الخامري الخميس 2008/12/04 الساعة 06:36:43
محمد الخامري
السفير الدكتور والمثقف الكبير د. عبد الولي الشميري ملكة نحل لاتكل ولاتمل، وطنين لايهدأ في سماء القاهرة المزدحم بالسيارات والناس والمثقفين والسياسيين وأساتذة الجامعة والأطباء والمهندسين وأصحاب الشهادات العليا و.. و.. الخ، هذا العالم الذي يعج بكل الكفاءات في مختلف التوجهات والمجالات استطاع الدكتور الشميري أن يخلق له موطئ قدم راسخة.
قال لي صاحب التاكسي الذي أقلني من مطار القاهرة إلى مكان إقامتي عندما عرف أني يمني وبالمناسبة فهو يعمل مديرا لمكتبة وطنية كما فهمت، قال سفيركم ده "جني" مابيهداش أبداً.. بتشوفه في كل حتة بيتنطط زي الـ"...."، ورغم أنها كلمة لاتليق بالسفير إلا انه قالها من باب "المدح" ووصف نشاط الدكتور وحركته الدائمة لاسيما في المجالين السياسي والثقافي الذي استطاع أن يضع فيه بصمته الكبيرة رغم انه في القاهرة. ولاداعي للتعليق.
استطاع الدكتور الشميري بكاريزميته المعهودة أن يُوجد له موطئ قدم في قاهرة المعز، وان يستحوذ على القلوب ويأسر العقول ويُطوع المستحيل لخدمة اليمن، إذ انه وبشهادة موظفين في السفارة اليمنية ومن العمال وصغار الموظفين الذين عاصروا العديد من السفراء قبله، لم تشهد السفارة اليمنية في القاهرة حراكا في جميع الصعد كما شهدته في عهد السفير الشميري الذي حوّل مبنى السفارة إلى خلية نحل لاتهدأ، وحوّل سيارات السفارة إلى ليموزين عامل على مدار الساعة إلى جميع المراكز والمستشفيات والمرافق الحكومية التي يمكن أن تخدم اليمنيين سواء الطلاب أو المقيمين أو القادمين إلى مصر للعلاج أو السياحة أو غيرهما.
قال احدهم وربما هذه من الأشياء التي قد تحرج السفير وتزعجه، لكني سأوردها اعترافا بالفضل، قال احدهم وهو من العاملين بالسفارة وكبير في السن "الدكتور عبد الولي يستخدم قول الرسول صلى الله عليه وسلم "تهادوا تحابوا" بشكل مفرط ويطوعها لخدمة اليمنيين، حتى أن مرتبه الذي يستلمه من الحكومة لايكفيه ليومين أو ثلاث بالكثير، لذلك فهو قد أحرج السفراء السابقين"، واستدرك "ورحمتي للسفراء الذين سيتعينون بعده والذين لن يستطيعوا مجاراته فيما يفعل".
شخصيا سبق لي العيش والإقامة وزيارة العديد من دول العالم العربية والآسيوية والأوروبية، وعرفت العديد من السفراء عن قرب وكنت اعرف أن بعضهم لايخرج من السفارة إلا نادراً، وهذا النادر إما لحضور حفلٍ دُعي إليه أو مؤتمر مفروض أو مكلف به من صنعاء، والبعض الآخر غير معروف لموظفي دائرة المراسم في وزارة الخارجية بالبلاد التي يعمل بها وهم من اشد الموظفين احتكاكا بالسفراء والدبلوماسيين بحكم عملهم الوظيفي، بل إن بعضهم يُداوم في صنعاء أكثر من دوامه في السفارة المعين بها دون رقيب أو حسيب.
كعادتي قبل السفر إلى أي دولة أحاول أن أتلمس أحوالها ومن يمكن أن ألتقيهم هناك، جلست إلى العديد من الأصدقاء وكبار السن وأهل التجربة فكانوا كلهم يقولون طالما وأنت ستذهب إلى القاهرة فالشميري هو العنوان ولاتقلق.. قلت لهم إن معرفتي به سطحية قالوا لاتحتاج إلى معرفة فهو لك ولغيرك، وقاموا بكيل المديح له ولأخلاقه وصفاته ومايتحلى به من كرم في الطباع والسجايا و.. و الخ، وحتى لايُقال إن هذا رجما بالغيب أو مُبالغة استشهد ببعض الأسماء التي زرتها وذكرت لي مناقب السفير الشميري وعلى رأسهم الوالد عبد الكريم الخميسي والوالد العلامة علي بن يحي العماد، والدكتور عبدالله المقالح، والحاج عبد الواسع هائل سعيد، والأستاذ حسن محمد زيد، وغيرهم الكثير مما لايتسع المجال لذكرهم.
وصل احد كبار السن "المحترمين جدا" إلى دولة كنت أعيش فيها، وكان متشوقا لزيارة السفير اليمني الذي قال انه زميل دراسة منذ الابتدائية، وقال انه يريد السلام عليه فقط والجلوس معه ولايريد أي شيء آخر.
أخذته وذهبت به إلى السفارة وابلغوا السفير بزيارتي ومعي صديق مشترك.. دخلنا على السفير المبجل وكان استقباله "فاترا" وكأنه لايعرف ثالثنا الذي حاول أن يُذكره بأيام الدراسة إلا أن السفير قاطعة بـ"زرة وجه كما يقال" مابش معانا وقت، لو شاستقبل كل من درس معي ماعد بنشتغلش، به شيء يمكن أنفعك فيه..!!
خرج صاحبي من عند "زميل الدراسة" الذي قال انه كان فاشلا في دراسته لكني لااستطيع أن آخذ هذه الشهادة على أنها الحقيقة لاسيما وأنها جاءت عقب هذا اللقاء، خرج وهو مكسور الخاطر، وأنا متلعثم ومحرج جدا.
أنبت نفسي كثيرا على سكوتي "المخزي" إذ أن هذا السفير وضع في منصبة لخدمة اليمنيين سواء كان يعرفهم أو لايعرفهم، وُضع ليأنسوا به وليتفقد أحوالهم لا أن يهنجم عليهم ويدّعي انه مشغول بينا الحقيقة انه عازل نفسه في احد طوابق السفارة وممنوع زيارته إلا بمواعيد مسبقة ونظام صارم "يقط المسمار".
لا أدري لماذا أوردت هذه القصة لكني اعتقد أنها من باب "وبضدها تتميز الأشياء"، إذ لايمكن لمريض أو شخصية يمنية تزور القاهرة إلا وكان للسفير الشميري حضور في تلك الزيارة من خلال اتصال هاتفي أو زيارة خاطفة أو رسالة خاصة أو هدية أو توصية أو أي حضور يختاره السفير بعناية كلٍ على قدر حاجته ومقامه.
أعتقد أن إمكانيات الدكتور الشميري أكبر من كونه سفيرا في القاهرة، أو حتى وزيرا للثقافة كما عرض عليه قبل التشكيل الحكومي الأخير "حكومة الدكتور مُجوّر"، وإذا كانت هناك رغبة جادة من قبل القيادة السياسية في الإصلاح ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب فيجب الاستفادة من هذا الرجل ووضعه في مكانه المناسب لقدراته وإمكانياته.أخيرا يجب الاعتراف بعدم إجادتي لكتابة المدح والرثاء، لكن زيارتي إلى القاهرة لأول مرة، .ولفت نظري من قبل سائق التاكسي الذي كان أول من قابلته في مصر ووصفه لسفيرنا بـ"الجني" والـ"…" كان مدعاة لسؤالي عنه بين الطلاب والمقيمين هنا، ومن باب ذكر المحاسن وحتى لانكون صحفيين لذكر المساوئ فقط كتبت هذه الكلمات من باب "من لايشكر الناس لايشكر الله" كما قال سيد الخلق صلوات ربي وسلامه عليه.
* ناشر ورئيس تحرير صحيفة إيلاف
Alkhamery10@hotmail.com
المصدر:
التغيير نت
|
|