menu
المفكرة الثقافية لـ - November 2024
|
|
* أقلام دبلوماسية
>
من يوميات دبلوماسي في الخارج (4)
بقلم: المستشار محمد محمد الهيصمي
- صباح يوم 12 أغسطس 1997 وقفت أمام المشاركين لأقدم تقريرا عن بلادي اليمن.
أتذكر أنني تحدثت باستفاضة عن تاريخ اليمن القديم والمعاصر وعن النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. وسلطت الأضواء على السياسة الخارجية للجمهورية اليمنية على الصعيدين العربي والدولي.
أتذكر أيضَا أنني نجحت في شد انتباه المشاركين خاصة الأوروبيين منهم الذين كانوا يتابعون بإعجاب ما أوضحته عن الديمقراطية وممارستها وحقوق الإنسان وحقوق المرأة.
عندما قلت أن امرأة اسمها بلقيس كانت تحكم اليمن على أسس ديمقراطية قبل حوالي ثلاث آلاف سنة في عصر كانت الدنيا بأسرها تشك في أن المرأة مخلوق من بني البشر.. اشتعلت القاعة بعاصمة من التصفيق.
في أعقاب تقديم التقرير.. انهالت علي الأسئلة كزخات المطر.
وأنا اجمع أوراقي لا أغادر القاعة وارد على عبارات التهاني والإطراء أحسست بمن يتلصص خلفي.. وبأصابع دقت على كتفي برفق.. التفت فإذا هي تشد على يدي وتقول:
عظيم ورائع!.. لقد كنت نجما وتألقت في سماء القاعة بما لا يقاس.. كنت أتوقع ذلك.. هل تعرف أنني انبهرت وأنا أستمع إليك؟!.. لقد سبق لي أن استمعت إلى مشاركين كثيرين أتوا في دورات سابقة.. لكنك كنت استثناءَ دون مبالغة.
اسمع! في الواقع أريد أن أعرف المزيد عن موضوعين:
- عهد ملكة سبأ.. وكيف حكمت اليمن.
- الوحدة اليمنية لأن هناك قواسم مشتركة وظروفا متشابهة بين بلادي ألمانيا.. وبين اليمن بشأن هذه القضية.
أجبتها:
تريدين أن تسمعي مني المزيد الآن.. وفي مثل هذا الوقت؟!
ردت قائلة:
لا. الليلة بعد تناول العشاء.
عقبت وبسرعة:
لكن قاعة المحاضرات والدرس ستكون مغلقة في مثل هذا الوقت المتأخر على ما أظن.
أجابت:
دعك من قاعة المحاضرات.. هناك مكان أفضل لمناقشة مثل هذه المواضيع.
رديت باستغراب:
أين؟!
قالت دون اكتراث:
في غرفتك.
أجبت بفزع:
ماذا تقولين؟ في غرفتي أنا؟.. أين عقلك؟!
ردت في برود:
أين عقلي؟! لا تقلق.. سوف أخبرك عندما أجده!
البقية تأتي،
عفواً لا توجد نتائج
|
|