* أقلام دبلوماسية >

من يجرؤ على الكلام

بقلم: المستشار محمد محمد الهيصمي

- أعلن الرئيس الأمريكي بوش أن على الشعب الفلسطيني أن يتخذ من الشعب العراقي نموذجا في توجهاته نحو التقدم والديمقراطية.. أما وزير الخارجية الإسرائيلي فقد صرح بأن التجربة في العراق التي يقودها مجلس الحكم الانتقالي يمكن أن تكون جذابة لأطراف عربية متعددة تنشد السلام والرخاء في المنطقة.
- إن ما قاله الرئيس الأمريكي يوم أمس.. وما أشار إليه الوزير الإسرائيلي من قبل يوحي بأشياء كثيرة ولكنها خطيرة ويأتي في مقدمتها:
1- لا توجد أي مشاكل بين العالم العربي من جهة وبين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى غير مشكلة واحدة هي مشكلة الإرهاب وإن من يقول غير ذلك فمنطقه باطل وقضيته خاسرة.
2- على الشعوب العربية أن ترفع الراية البيضاء وتمتثل لكل ما يصدر عن الإدارة الأمريكية دون إدعاء الحكمة ولو بأثر رجعي وعلى الشعبين الفلسطيني والعراقي أن يكفا عن التفكير في أن القوات الأجنبية المسلحة الجاثمة في أراضي كل منهما هي قوات احتلال.. وأن يؤمنا بأن ما ينزل عليهما من مصائب هي مصائب صديقة تطلقها نيران حميمة.
3- إن موضوع تصفية السلطة الفلسطينية وتفكيكها والقضاء على المقاومة الفلسطينية المسلحة وتشكيلاتها وتصفية قياداتها جسديا وصياغة وإيجاد أوضاع جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة على غرار ما هو موجود في العراق هو المخطط الذي تقوم إسرائيل بتنفيذ فصوله وحلقاته بهدف إعادة نشر الاحتلال على كامل التراب الفلسطيني وإنشاء حكم انتقالي يكون أداة بيد الاحتلال.. وفي ظل أوضاع مثل هذه وإذا استمرت المواقف العربية على ما هي عليه.. فلا نستغرب أن نسمع ونرى إسرائيل تعمل ما تريد دون رقيب أو حسيب وتقوم بنفسها بتعيين ممثلين عن فلسطين في منظمات دولية وإقليمية مثل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية دون أن يجرؤ أحد على الكلام.