سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية |
|
خلال كلمته بمناسبة العيد الثامن عشر للوحدة.. الرئيس صالح يؤكد على تعزيز استقلال القضاء وإصدار قانون مكافحة الفساد
سيد علي / 22 مايو
2008
أكد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في كلمته بمناسبة احتفال الجمهورية اليمنية بالعيد الثامن عشر للوحدة اليمنية أن هذا العيد يحل علينا والوطن يشهد الكثير من التحولات الهامة على مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية وغيرها، وفي مقدمتها الحدث الديمقراطي الهام المتمثل في انتخابات المحافظين؛ وهي الخطوة الأولى التي ستليها خطوات أخرى بإذن الله على طريق الحكم المحلي واسع الصلاحيات وذلك وفاءً بالوعد وترجمة لما جاء في البرنامج الانتخابي والذي تم تحقيق الكثير مما جاء فيه، على مختلف الأصعدة التنموية والاستراتيجية ومنها: تعزيز استقلال القضاء، وإصدار قانون مكافحة الفساد.. وقانون الذمة المالية، وإنشاء الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، واللجنة العليا للمناقصات والمزايدات، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمار واعتماد نظام النافذة الواحدة من خلال الهيئة العامة للاستثمار وغيرها من الخطوات.
وحذربأن التحديات التي تواجه بلادنا في المرحلة الراهنة كثيرة، ومنها ما فرضته المتغيرات الاقتصادية الدولية من تأثيرات سلبية على الاقتصاد الوطني.. وما تسببت فيه من ارتفاع في الأسعار، وهو ما يفرض على الحكومة وأجهزتها المختصة وضع المعالجات الكفيلة بالتخفيف من معاناة المواطنين.. واتخاذ الإجراءات الرادعة ضد المتلاعبين بالأسعار.. بالإضافة إلى تشجيع المزارعين.. وتقديم كافة التسهيلات لهم والتوسع في الرقعة الزراعية لإنتاج الحبوب، وبما يحقق الأمن الغذائي لشعبنا، وكذلك تشجيع الاستثمارات المحلية والخارجية.. وتنفيذ المشاريع الإستراتيجية التي تستوعب أكبر عدد من القوى العاملة.
وأضاف أن هناك العديد من المشاريع التي يجري تنفيذها حالياً، سواء مشروع تصدير الغاز الطبيعــي من (مأرب- بلحاف) أو المشاريع الصناعية وشبكة الطرق والاتصالات والتعليم والصحة والطاقة والإسكان وغيرها، ونحث الحكومة على تقديم المزيد من التسهيلات للمستثمرين خاصة في المجالات التي تحقق أهداف التنمية.
وقال لا شك أنكم تتابعون تطورات الأوضاع في بعض مديريات محافظة صعدة نتيجة لفتنة التمرد التي أشعلها الحوثي، ولقد حرصت الدولة منذ الوهلة الأولى على احتواء هذه الفتنة حقناً للدم اليمني وإحلال السلام والأمن في تلك المديريات، وشكلت عدة لجان من العلماء والأحزاب السياسية والشخصيات الاجتماعية ومجلسي النواب والشورى، واستجبنا للجهود التي تبذلها دولة قطر الشقيقة برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، ولكن عناصر التمرد والفتنة لم تستجب للجهود الوطنية والمساعي الأخوية وظلت في غيَّها وارتكاب الأعمال الإرهابية ضد المواطنين والمشائخ والشخصيات الاجتماعية وأفراد القوات المسلحة والأمن، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، وقطع الطرقات العامة وإخافة السبيل وإقلاق الأمن والاستقرار والسكينة العامة في تلك المديريات بمحافظة صعدة. وإزاء كل الجرائم التي ارتكبتها تلك العناصر وأخرها ما حدث ضد المصلين في أحد مساجد صعدة، فإن الدولة سوف تضطلع بمسئوليتها الوطنية والدستورية والقانونية لفرض سلطة النظام والقانون.. وحماية الوطن والمواطنين، وتتحمل تلك العناصر الخارجة على النظام والقانون المسئولية الكاملة لعدم استجابتها لصوت العقل.
ودعا بهذه المناسبة كل القوى السياسية في الوطن إلى اعتماد أسلوب الحوار كطريق حضاري أمثل؛ لمعالجة كافة القضايا التي تهم الوطن، وعدم عرقلة مسيرة البناء والتنمية والاستثمار، والابتعاد عن نشر ثقافة الكراهية والبغضاء في المجتمع.. فالوطن بحاجة إلى جهود كل أبنائه بدون استثناء، من أجل التنمية والبناء وترسيخ الأمن والاستقرار، لأنه لا تنمية بدون أمن واستقرار.
كما ندعو إلى نشر ثقافة المحبة والإخاء والتلاحم.. والاستفادة من كافة الأحداث في الداخل والخارج، وعلينا أن نحافظ على وحدتنا التي هي مبعث فخرنا واعتزازنا وفخر كل عربي وحدوي، لأنها الشمعة المضيئة في الواقع العربي المتردي، فالوحدة هي القوة والمنعة، والفرقة هي الضعف والشتات والوهن.
وأوضح أن الديمقراطية التي هي رديف الوحدة ستظل خيارنا الذي لا رجعة عنه، وهي الرأي والرأي الأخر، وينبغي أن يمارسها الجميع بمسئولية وطنية، وان يجعلوا منها وسيلة لبناء الوطن ونهضته وأمنه واستقراره.
وألفت إلى أن القوات المسلحة والأمن هي رمز وحدتنا الوطنية وصانعة انتصارات الوطن والثورة، والحامية للشرعية الدستورية والأمن والاستقرار والتنمية والديمقراطية والوحدة الوطنية، وسنظل نولي هذه المؤسسة الوطنية الشامخة كل الاهتمام والرعاية، وتحسين أحوال منتسبيها معيشياً وعلمياً وعسكرياً، ومواصلة تزويدها بكل الإمكانات والتجهيزات التقنية المتطورة لتعزيز قدراتها الدفاعية والأمنية؛ لأنها الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها كل الدسائس والمؤامرات.
وأكد بأنه يتابع باهتمام التطورات المتسارعة في المنطقة والعالم وفي مقدمتها ما يجري في لبنان وفلسطين والعراق والصومال والسودان وغيرها.. ونؤكد على أهمية اللجوء إلى الحوار لمعالجة كافة القضايا بعيداً عن لغة العنف والقوة.. ونبارك ماتوصل إليه الحوار الجاري في قطر بين مختلف الأطراف اللبنانية برعاية الجامعة العربية، وندعو إلى العمل على كل ما من شأنه خدمة مصالح لبنان وأمنه واستقراره ووحدته الوطنية، كما نعبر عن استغرابنا للصمت الدولي المؤسف إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من عدوان وحصار جائر، ونؤكد على ضرورة توحيد الصف الوطني الفلسطيني وتجاوز الخلافات بين حركتـي فتـح وحمـاس وغيرها في ضوء ما تم التوقيع عليه في صنعاء وأقرته القمة العربية في دمشق.
كما دعا في كلمتة كافة الأطراف في العراق الشقيق بمختلف أطيافهم السياسية والاجتماعية للجلوس على طاولة الحوار ووضع مصلحة العراق فوق كل اعتبار وبما يحقق الوفاق فيما بينهم وبناء عراق ديمقراطي حر ومستقل ومزدهر.
وأكد على دعم بلادنا لكافة الجهود المبذولة من أجل المصالحة وإحلال السلام في الصومال الشقيق، كما نعبر عن تضامننا مع السودان الشقيق، بما يحافظ على أمنه واستقراره وسيادته ووحدته الوطنية.
وأشار بهذه المناسبة الوطنية الغالية بأنه سوف يتم تدشين العديد من المشاريع الخدمية والتنموية في مختلف المجالات وبتكلفة تبلغ أكثر من أربعمائة مليار ريال.