سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية |
|
الخوف من أمريكا بين دموع السنيورة ورؤية الرئيس
الجمهورية نت / سيد علي / 11 أغسطس
2006
مما لا شك فيه أن وضع العدالة الاجتماعية في المجتمع الإنساني اليوم يختلف اختلافات جوهرية عن وضعها في عصر الحداثة الذي شهد تبلور ملامح المجتمع الصناعي، الذي قام على أساس إنجازات الثورة الصناعية بكل أبعادها، والتي تكفلت بنقل المجتمعات الأوروبية من مجتمعات زراعية إلى مجتمعات صناعية.
الدموع التي انهارت من السنيورة كان لها أكثر من تفسير سواء على الساحة العربية أم الدولية فالبعض اعتبرها ضعفاً جاء في غير وقته في ظل الانتصارات التي تحققها المقاومة اللبنانية والبعض الآخر اعتبرها تأثراً شديداً بما تشهده بلاده من دمار وخراب على يد جيش يأخذ من الهمجية شعاراً ومن البلطجة سلوكاً ومن جرائم الانسانية منهاجاً يساعده على التخلص من العرب والمسلمين والذين يقفون لقمة غير قابلة للهضم ضدد إنشاء دولته الكبرى من النيل الى الفرات ، دون اكتراث بقيم او بمواثيق وأعراف دولية وتاريخية وحضارية ،والبعض الآخر اعتبر دموع السنيورة مصدراً مهماً.. بل ومطلوباً لاسترجاع المشاعر القومية والعروبية لدى وزراء الخارجية العرب (التي ربما بفعل حالة الدمور السياسي تكون تلاشت او تناست) حتى يتخذوا قراراً يساعد لبنان ويساعد قبلها أمتهم العربية بأكملها حتى يكون لها موقف ثابت وواضح تجاه ما يمس أمنها القومي والاستراتيجي ،والبعض اعتبرها حزناً لما وصل إليه حال العرب والمسلمين من ضعف لا يرثى عليه.
أما في إسرائيل فالوضع اختلف قليلا حيث اعتبرها اليهود في اسرائيل وفي باقي البلدان التي تجمع شتاتهم بأنها نوعا من إظهار الضعف أو التظاهر به كنوع من أنواع الضغط العاطفي والانساني على قلوب زعماء العالم ،غرضه الأساسي كسب استعطافهم ، أما العسكريون فقد اعتبروها نوع من أنواع الخوف من إسرائيل و قوتها وبطشها الشديد ومن جيشها الذي لا يقهر بغرض بث نوع من انواع الطمأنينة الكاذبة لدى قلوب جنودها المكبلين بالخوف من حزب الله وجنوده لرفع روحهم المعنوية في ظل وجود تقارير سرية نشرتها صحيفة «هارتس» تؤكد تدني الحالة المعنوية لدى جنودها إلى ما دون الصفر.
لكن بغض النظر عن هذه التفسيرات التي لا تسمن من جوع سياسي ولا عطش قومي .. اعتقد ان دموع السنيورة جاءت حزناً على وضع العرب أنفسهم وعلى لبنان التي اختارت عروبتها بيدها لا بيد عمرو .. وجاءت من العرب لأنهم تخوفوا من انعقاد قمة عربية طارئة بدعوة صريحة من اليمن ومن فخامة الرئيس علي عبد الله صالح الذي كان له بعد نظر وحسن رؤية في قراءاته الجيدة لمسلسل الأحداث الدامية والجارية الآن على الساحتين الفلسطينية واللبنانية ، مما جعل احد السياسيين المشهود لهم بالنزاهة السياسة يؤكد أن عدم اكتمال النصاب القانوني لعقد القمة العربية الطارئة جاء بفعل فاعل وبتوجيهات مباشرة من قبل الولايات المتحدة الامريكية خوفاً من انكشاف تخاذل بعض القادة العرب ، وتخوفا من إحراج المتخاذلين بين شعوبهم حتى يبقى الحال الى ما هو عليه حتى إشعار آخر ، لأنه من غير المعقول ولا المنطق ان تقوم دولة ما وفي اللحظات اأخيرة بسحب تأييدها لعقد القمة بحجة ان تأييدها كان شفوياً فقط ولم يكن بنص مكتوب من قبل مندوبها الدائم لدى الجامعة .. بعد اكتمال العدد الى 14 ولا يتبقى إلا دولة واحدة فقط على اكتمال النصاب القانوني لعقد تلك القمة التي كانت الأمة وما زالت في أمس الحاجة اليها والأدهى من ذلك ان مصدراً من الجامعة معروف عنه بصدق تصريحاته الصحافية لكل الصحفيين والتي يفضل فيها عدم ذكر اسمه ، صرح لي بأن النصاب القانوني اكتمل بناءً على موافقة تلك الدول ، ومن المعروف ان عقد القمم العربية الطارئة يتم بعدد ثلثي الأعضاء .. فهل احداث لبنان وفلسطين كانت عاجزة عن اكتمال العدد لدولة واحدة من 22 دولة عربية عضو بالجامعة ؟ وعلى العموم القمة لم تكتمل وربما لن تكتمل في الأيام القادمة في ظل ما نشاهده من تخاذل ومهانة قدرنا أن تكون من قدرنا..ورغم ان الكل كان يعلم جيداً بأن المبادرة اليمنية جاءت فقط لإصلاح ما افسده المتخاذلون والمهرولون ..وحتي لا نبكي على اللبن المسكوب وحتى لا نظهر دموعنا أمام عدونا فيستثمرها ضدنا كانت دعوة اليمن الصريحة لعقد قمة طارئة على مستوى القادة لأن قائدها بما يمتلك من حس سياسي كان يتوقع السيناريو الذي نشاهده الآن من دمار ودموع.
واعتقد بأننا سوف نذرف مزيداً من الدموع على ما وصل اليه وضعنا العربي تجاه قضايا تمس ميثاق الشرف العربي وان لم يتنبه القادة لصوت العقل فسوف نذرف كثيرا من الدموع ويا ليتها تأتي إلى حد الدموع فقط ... وأعتقد ان الأمة العربية وبعض القادة العرب والذين تخوّفوا من انعقاد قمة عربية اعتقاداً منهم بأن القمة ربما تتخذ قراراً يجعل أمريكا سيدة العالم تتخوف منهم ،بعد ما خاب ظنهم في الشريك الأوروبي ، لتعطينا أوروبا درسا تؤكد لنا فية بأن هناك "سايكس بيكون طبعة 2006" هي عضو فاعل وفعال فيه.
كلمة أخيرة
هذه الأبيات التي كتبها نزار قباني بعد الانتفاضة الأولى ربما يكون هناك شطر من أبياتها معبراً عما نعانيه الآن ولذلك فضلت ان أذيل بها مقالي:تذكَّروا ..
تذكَّروا دائماً
بأنَّ أَمْريكا -على شأنِها-
ليستْ هي اللهَ العزيزَ القديرْ
وأنَّ أَمْريكا -على بأسها-
لن تمنعَ الطيورَ من أن تطيرْ
قد تقتُلُ الكبيرَ .. بارودةٌ
صغيرةٌ .. في يد طفلٍ صغيرْ ..
- مدير مكتب الجمهورية بالقاهرة
المصدر:
الجمهورية نت