سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة

والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية



اليمن تحتفي بالشاعر الفلسطيني الكبير هارون هاشم رشيد لبلوغه الثمانين

ابراهيم ابوطالب / 7 يونيو 2007
الشاعر هارون هاشم رشيد شاعر الثورة واللاجئين وشاعر الغرباء كما يصفه عدد من النقاد، وحامل بيرق النضال والجمال والحرية، عاش ألم المشردين وذاق مرارة الاغتراب ووحشته، وسكنته هموم وطنه، وسافر كالسندباد في كل مكان ولكنه كان في كل فضاء يحمل في وجدانه الجريح وطنه المجروح، ويدق بقصائده الأجراس حتى ينتبه الغافلون:

فيصحو على شعري السادرون ... ويستيقظ النفرُ من النوَّمُ

فشعره في مجمله شهادة عصر وحياة قضية، يستلهم مادته من تحولات فلسطين وآهاتها ومساراتها، همه الوطن، ولغته الوطن، وغايته الوطن، فلسطين لا غير محبوبته ومعشوقته عبر رحلة الكلمة ومسيرة الشعر، ليس لديه من الوقت ما يضيعه في إشكالية الحداثة واللغة الغامضة، فقضيته الواضحة لا تحتاج إلى الإبهام، وصراع القديم والجديد في الشعر لا يهمه، فالشعر لديه نبض واضح مؤثر، ورسالة جلية، غنّى للوطن لترابه وحقوله لسمائه ومائه وإنسانه، نادى أمته – وما زال - أن تنهض، وتهبّ لنجدة محبوبته فلسطين وهي في انتظارها (كبينلوب في أوديسة هوميروس تنتظر المخلِّص)؛

هي لا تزال حبيبتي العذراء .. تحلم .. تنتظر

لا قيمة لديه للإنسان بلا وطن حر:

ما قيمة العيش والأوطان ضائعةٌ ... يعدو على قدسها الباغي ويغتصبُ

في أجواء من الألفة ، وحميمية الحب وروح الوفاء كانت ليلةً يمنية عربية دافئة زادها دف الصيف حرارة حب على ضفاف النيل وبقرب من كرمة ابن هانئ (متحف أمير الشعراء أحمد شوقي) في المركز الثقافي اليمني نالت فيها الكلمة حفاوةً وحبا بمناسبة عيد ميلاد الشاعر الكبير هارون هاشم رشيد حيث أُشعلت الشموع بمناسبة ذكرى مولده الثمانين –أمد الله في عمره– حضر الاحتفائية اليمنية التي دعا إليها ورعاها سعادة السفير الدكتور عبدالولي الشميري سفير اليمن ومندوبها الدائم في الجامعة العربية، وقد حضر اللقاء عدد كبير من الدبلوماسيين والأدباء والشعراء وأساتذة الجامعات والإعلاميين والصحفيين والباحثين من اليمن ومن مصر وفلسطين وسوريا والجزائر وغيرها إضافة إلى قرينة الشاعر وعدد من أقاربه جاءوا جميعا ليحتفوا بالكلمة وبفارسها الذي لم تخذله يوما عبر رحلتها معه ورحلته عبرها، بدأ اللقاء الذي أداره الشاعر اليمني إبراهيم أبوطالب بكلمة ترحيبية ألقاها الإعلامي الأستاذ خالد عمر مدير المركز الثقافي بالقاهرة، ثم تحدث في هذه الأمسية المؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين معبرا عن مكانة الشاعر وأهمية شعره في مسيرة النضال الفلسطيني، كما أشاد الدكتور محمد جبريل بمواقف الشاعر وحياته الإبداعية والدبلوماسية ، وأثنت الأستاذة زينب العسال على روح الشاعر الإنسانية من خلال معرفتها بأسرته المثقفة كما شكرت زوجته السيدة مروة جبر التي رافقته في مسيرة حياته وكانت بحقٍ المرأة التي وراء الرجل العظيم، ثم كان للشعر كلمته وللشعراء حضورهم الصادح حيث ألقى الشاعر السوري عدنان برازي قصيدة رائعة بعنوان (هذا هو الشاعر)، كما ألقى الشاعر المصري الورداني ناصف قصيدة عن الفنان نالت الاستحسان، وكان للشعراء الشباب حضورهم الذي يستمد ألقه من جيل الأساتذة حيث ألقى الشاعر الشاب عبدالرحمن يوسف القرضاوي كلمة بليغة مهنئا الشاعر "ببلوغه الأربعين مرتين" ثم قرأ قصيدتين من شعر هارون هاشم رشيد، وكان الشاعر الكبير المستشار محمد التهامي قد ألقى كلمة عن ذكرياته مع الشاعر هارون وسنوات اللقاء الأول كما تحدث عن قصائد مشتركة تذاكروها معا في رحلة عمر صادقة مع الكلمة المبدعة، ثم جاءت كلمة الدكتور عبدالولي الشميري بليغةً معبرةً ذات روح شاعرة تحدث فيها عن ارتباطه الفكري والإبداعي بالشاعر قبل معرفته الشخصية به، وكيف كان يرسم له صورة وجدانية لم تختلف عما شهده منه بعد معرفته قدرةً في إبداع وسموا في فكر، ورقة في معشر، كما قام بتقديم درع مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون مع شهادة تقدير للشاعر هارون هاشم رشيد عرفانا بمشواره الإبداعي والنضالي كما قدم أيضًا درعا باسم المؤسسات الثقافية اليمنية ممثلة بالمركز الثقافي اليمني بالقاهرة مع شهادة تقدير قدمها سعادة السفير مع الأخ خالد عمر مدير المركز ثم ألقى الشاعر ختاما للاحتفائية الكبيرة قصيدته المعلقة بمناسبة بلوغه سن الثمانين وكانت بأسلوبه المؤثر في الإلقاء وبصدق ما احتوته شهادة مسيرة ورسالة حب شعرية صادقة، وعلى أنغام( سنرجع يوما إلى حينا ) بصوت الفنانة الكبيرة فيروز وشعر هارون هاشم رشيد تناول الحضور تورتة عيد الميلاد متمنين للشاعر العربي الكبير دوام الصحة وموفور السعادة.